يعاني مستخدمو الإنترنت في كثير من الأحيان من تراجع في الجودة. سُرعة شبكة الواي فاي يمتلكون مشكلة تؤثر سلبا على قدرتهم على إنجاز المهام المتعددة التي تتطلب اتصالاً جيدًا بشبكة الإنترنت، مما يعيق تجربة التصفح أو بث المحتوى المرئي أو نقل البيانات أو ربط الأجهزة ببعضها البعض. الواي فاي تجربة مُحبطة عسيرة إلى حدّ لا يوصف.
توجد مجموعة من العوامل التي تؤثر على سرعة الواي فاي، ومن المهم بشكل عام التأكد من سُرعة الإنترنت من حين لآخر لاكتشاف المشكلات والحرائق التي تحدث في الشبكةيجب معالجة هذه المشكلات وتصحيحها في أقرب وقت ممكن لتفادي انخفاض الأداء وبطء الشبكة. وحتى في حالة عدم وجود أعطال، لا تزال هناك بعض الإجراءات التي تساهم بشكل فعّال في تحسين الوضع. تحسين سُرعة الواي فاي والاستفادة منها لتحقيق أفضل أداء ممكن. إدراكًا لأهمية القضية، سنستعرض أدناه طرقًا أثبتت فعاليتها في تسريع الإنترنت في المنزل.
زيادة سرعة الواي فاي في المنزل
نصائح عامّة قبل أن نبدأ
فحص سرعة الاتّصال بالواي فاي
قبل ضياع الوقت والجهد في محاولات قد لا تكون مُجدية، من المهم أولاً التأكد مما إذا كان تراجع سرعة الواي فاي ناتجًا عن ضعف في اتصال الإنترنت من مزوّد الخدمة. يمكن التحقق من ذلك بسهولة من خلال إجراء اختبار سرعة الإنترنت السلكي ومقارنته بسرعة الإنترنت عند استخدام الواي فاي.
كل ما عليك فعله هو ربط الكمبيوتر بالراوتر باستخدام كابل إيثرنت، ثم تجربة أدوات اختبار سرعة الإنترنت. بإمكانك استخدام أداة معينة. speedtest.net على سبيل المثال، يمكننا اختبار سرعة الإنترنت عند استخدام كابل الإيثرنت، ثم التأكد من نفس السرعة عند استخدام شبكة الواي فاي. إذا استمرت السرعة في كونه سيئًا في كلا الحالتين، فإن ذلك يستبعد وجود مشكلة في شبكة الواي فاي ويشير إلى احتمالين آخرين.
مراجعة مزوّد خدمة الإنترنت
في الظروف العادية، يجب أن تكون سرعة الإنترنت التي قمت باختبارها قريبة من السرعة المسجلة في فواتير استهلاكك الشهرية المدفوعة لمزود خدمة الإنترنت. قد تكون السرعة التي قيست لديك مشابهة لما تدفعه فعلاً لمزود الخدمة، ومع ذلك، قد تظل سرعة غير كافية تلبي احتياجاتك. إذا كان الأمر كذلك، فقد تحتاج إلى الترقية إلى سرعة أعلى، مما سيتطلب منك بالطبع دفع رسوم اشتراك شهرية أكبر.
إذا كان هناك فرق كبير بين سرعة الإنترنت التي تدفع مقابلها والسرعة الفعلية التي تتلقاها، فمن الضروري التواصل مع مزوّد خدمة الإنترنت لمعالجة مشكلات ضعف الاتصال. يمكنك أيضًا التفكير في تغيير مزود الخدمة والاشتراك مع شركة أخرى إذا كانت المشكلة مستمرة ومتكررة لدى عدد كبير من المشتركين.
التأكد من أن جهاز التوجيه لا يزال يعمل بشكل جيد.
يمتلك جهاز التوجيه أو الراوتر عمرًا افتراضيًا مثل أي جهاز آخر، مما يؤدي إلى تراجع كفاءته مع مرور الوقت. علاوة على ذلك، فإن الأجهزة الأحدث تتسم بتطور أكبر وتقدم ميزات إضافية تفتقر إليها الأجهزة القديمة. لذا، إذا كان جهاز الراوتر الذي تستخدمه قديمًا جدًا، قد يصبح من الصعب حل مشكلاته، وقد يكون من الأفضل استبداله بجهاز راوتر جديد.
طُرق زيادة سُرعة الواي فاي
تُعتبر عملية الاتصال بالإنترنت اللاسلكي في المنزل معادلة تحتوي على ثلاثة متغيرات رئيسية، وهي مزوّد خدمة الإنترنت، جهاز التوجيه (الراوتر) الذي ينقل إشارات الواي فاي، وأيضًا جهاز اللابتوب أو الهاتف الذكي الذي يستخدم هذه الإشارات للاتصال بخدمة الإنترنت. وتعتمد الاقتراحات التالية لتحسين سرعة الواي فاي على استغلال كل عنصر من العناصر الثلاثة بشكل مثالي.
وضع الراوتر في المكان الأنسب
تزداد قوة إشارة الواي فاي كلما اقتربنا من جهاز الراوتر، وهذا يعود إلى أن هذه الإشارات تنتقل بشكل أساسي عبر موجات راديوية. لذلك، موقع تثبيت الراوتر يؤثر بشكل ملحوظ على سرعة وأداء الواي فاي، كما ذكرنا في موضوعنا السابق.أفضل موقع في المنزل لوضع جهاز توجيه الإنترنت. .
لتحقيق سرعة جيدة لشبكة الواي فاي، ينبغي تثبيت جهاز التوجيه في مكان مناسب قدر الإمكان. فأفضل موقع لوضع الراوتر هو في منتصف المنزل، حيث يكون قريباً من جميع أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية التي تحتاج إلى استخدام الواي فاي. يجب تجنب وضعه في الزوايا أو الأركان أو في أماكن تحتوي على الكثير من العوائق مثل الجدران والأبواب والأثاث، حيث يمكن أن تعيق هذه الأشياء توزيع الإشارات.
يجب أيضًا أخذ في الاعتبار أن يكون موقع جهاز الراوتر على ارتفاع متوسط، وليس مرتفعًا جدًا أو منخفضًا جدًا. ينبغي تجنب تغطيته أو وضعه في مكان سيئ التهوية لتفادي زيادة درجات الحرارة. يُعتبر الموقع المناسب لجهاز الراوتر الخطوة الأولى لتحقيق أداء مثالي لشبكة الواي فاي في المنزل.
إزالة الأجهزة غير الضروريّة
الخطوة الثانية لتحسين سرعة وأداء الواي فاي هي فصل الأجهزة الذكية التي لم تعد تستخدمها عن الشبكة. حتى الأجهزة التي لا تزال قيد الاستخدام، يُفضل توصيلها بالإنترنت عبر الكابلات بدلاً من الواي فاي، مثل الطابعات والتلفزيونات الذكية. يُنصح بإزالتها من شبكة الواي فاي لتعزيز أداء الشبكة للأجهزة الأخرى الضرورية.
تحديث Firmware الراوتر
تقوم الشركات المصنعة بتطوير وتحديث البرمجيات الثابتة (Firmware) للراوترات التي تقدمها بهدف إضافة تحسينات جديدة، وإصلاح المشكلات، ومعالجة الأعطال التي قد تظهر مع مرور الوقت، مثل الثغرات الأمنية وغيرها. ومن الأمور الأخرى التي تُعيرها هذه الشركات اهتمامًا خاصًا وتعمل على تحقيقها من خلال تحديثاتها هي تعزيز كفاءة الشبكة اللاسلكية. لذلك، من المهم الحرص على تحديث Firmware الراوتر بشكل دوري لتحسين سرعة وأداء شبكة الواي فاي.
تعتمد عملية تحديث البرنامج على نوع جهاز التوجيه والشركة المصنعة له. وفي حين أن معظم أجهزة التوجيه توفر حالياً إمكانية تحميل أحدث إصدار من البرنامج مباشرة من صفحة إعدادات الراوتر تشبه عملية تحديث أنظمة الهواتف والحواسيب، ولكن بعض الأنواع القديمة تحتاج إلى إجراءات أكثر تعقيدًا لتحديث برامجها الثابتة. وقد شهدنا مثالًا على ذلك في موضوعتحديث جهاز راوتر TP-Link لتحقيق أفضل كفاءة.يتوجب عليك زيارة الموقع الرسمي للشركة المصنعة من أجل تحميل ملف التحديث وتثبيته على جهاز التوجيه.
بشكل عام، تعتبر هذه العملية خطوة مهمة على الرغم من أنها قد تواجه بعض التحديات، وذلك لأجل تحسين كفاءة الجهاز والاستفادة من تحديثات الأمان والحماية.
من المهم الإشارة إلى أن هناك بعض البرمجيات الثابتة التي تنتمي إلى جهات خارجية، مثل برنامج...DD-WRTتساعد البرامج مفتوحة المصدر في تعزيز سرعة الواي فاي وتحسين الأداء، بالإضافة إلى توفير إمكانية الوصول إلى ميزات الشبكات المتقدمة، مثل تثبيت الشبكة الافتراضية الخاصة VPN مباشرة على جهاز التوجيه. ومع ذلك، فإن هذه البرامج لا تزال تحمل بعض المخاطر، كما أن إعداداتها قد تكون معقدة قليلاً، مما يجعلها خياراً مناسباً لفئة محدودة من المستخدمين ذوي الخبرة.
تبديل قنوات الواي فاي المعتمدة
تعتمد إشارات الواي فاي، كما أوضحنا سابقًا، على موجات راديو لنقل البيانات بين الراوتر والأجهزة الذكية المتصلة به. تمتلك هذه الموجات نطاقًا تردديًا محددًا مثل باقي موجات الراديو، وهو مقسوم إلى عدة قنوات. أثناء انتقالها، تتعرض موجات الراديو التي تحمل إشارات الواي فاي لنوعين من التداخل الذي قد يؤدي إلى تشتيتها وتقليل سرعة الاتصال. قد يحدث النوع الأول من التداخل نتيجة للأجهزة اللاسلكية الأخرى القريبة التي تستخدم موجات راديو تعمل في نفس النطاق الترددي.
عندما يتم استخدام راوتر يدعم تقنية النطاق المزدوج، يتوفر زوج من النطاقات التردّدية لإرسال واستقبال إشارات الواي فاي، حيث يمكن الاستفادة من النطاق التردّدي 2.4 جيجاهرتز أو النطاق التردّدي 5 جيجاهرتز.
هناك العديد من الأجهزة الأخرى التي تعتمد في عملها على موجات الراديو، مثل أفران الميكروويف، والهواتف اللاسلكية وبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى. معظم هذه الأجهزة تعمل على التردد 2.4 جيجاهرتز، لذا قد يكون من المفيد ضبط جهاز التوجيه، إذا كان من النوع مزدوج النطاق، على التردد 5 جيجاهرتز الأقل شيوعًا. ذلك سيساعد على تقليل التداخل بين موجات الواي فاي والموجات الراديوية القادمة من وإلى الأجهزة الأخرى، كما يقلل من التداخل مع شبكات الواي فاي القريبة، مما ينعكس بشكل ملحوظ على تحسين سرعة وأداء الشبكة.
تتيح معظم أجهزة التوجيه الحديثة التي تدعم النطاق المزدوج (Dual-Band) استخدام اسم موحد لشبكة الواي فاي (SSID) على كلا النطاقين من خلال تفعيل خيار يُعرف بـ "Smart Connect" في صفحة إعدادات جهاز التوجيه. حيث يقوم الجهاز تلقائيًا بالتبديل بين تردد 5 جيجاهيرتز و 2.4 جيجاهيرتز لتحقيق أداء أفضل. ولكن إذا لم يكن هذا الخيار متاحًا في إعدادات الواي فاي، يمكن حينها إعطاء كل نطاق ترددي اسمًا مختلفًا والتبديل بينهما يدويًا عند الحاجة.
من الضروري الإشارة أيضًا إلى أن جهاز الراوتر يتصل بالأجهزة الأخرى بشكل لاسلكي من خلال مجموعة من القنوات عادةً ما يقوم الراوتر بتحديد القناة التي يستخدمها بشكل تلقائي لتوزيع إشارات الواي فاي. لكن يمكن أن يحدث نوع آخر من تداخل إشارات الواي فاي عندما يستخدم الراوتر نفس القنوات التي تستخدمها الشبكات المجاورة، مما يؤدي إلى "ازدحام" يؤثر سلباً على سرعة وأداء الواي فاي. لتجنب هذا التداخل، يمكن معرفة القناة المستخدمة حالياً وتغييرها يدوياً. صفحة إعدادات الراوتر لكن كيف يمكننا معرفة القنوات التي تستخدمها الشبكات القريبة من الواي فاي لتفادي استخدام نفس القنوات؟
في حال استخدام جهاز كمبيوتر يعمل بنظام ويندوز، يمكن الاستفادة من الأداة.WifiInfoViewمن NirSoft يمكنك معرفة القنوات التي تستخدمها شبكات الواي فاي القريبة منك بسهولة. الأداة لا تحتاج إلى تثبيت وحجمها صغير جدًا، فقط قم بتشغيلها ثم اضغط على خيارات من شريط الأدوات واختر "وضع ملخص القنوات" لتظهر لك قائمة بجميع القنوات الموجودة حاليًا وعدد الشبكات المتصلة بكل قناة. يمكنك أيضًا تجربة تطبيق على الهاتف للقيام بنفس الوظيفة.
بعد اختيار القناة التي لا تُستخدم كثيرًا في المنطقة المحيطة بك، مما يعني أنها ستكون أقل ازدحامًا بإشارات الواي فاي وأقل تداخلًا، وبالتالي ستوفر أداءً أفضل، قم بتسجيل الدخول إلى صفحة إعدادات جهاز التوجيه، وانتقل إلى إعدادات الشبكة اللاسلكية ثم قم بالتبديل يدويًا إلى القناة الجديدة التي حددتها.
استخدام موسّعات مدى الإشارة
في بعض الأحيان قد تكون المساحة التي تحتاج إلى تغطية بواسطة شبكات الواي فاي أكبر من المدى الأقصى الذي يمكن للراوتر إيصاله أو استقباله، مثلما يحدث في المنازل الكبيرة أو تلك التي تتكون من عدة طوابق، مما يجعل من الصعب وصول إشارة الواي فاي إلى جميع أرجاء المنزل بشكل جيد. لذا، يُفضل استخدام موسع نطاق (Range Extender) أو أكثر لتعزيز إشارة الواي فاي في المناطق التي تعاني من ضعف الإشارة.
موسّع النطاق هو جهاز صغير يشبه الراوتر، ويعمل على استقبال إشارة الواي فاي من الراوتر أو المودم ثم إعادة إرسالها إلى الأجهزة المتصلة بالشبكة. إذا لم يكن لديك القدرة على شراء هذا الجهاز، يمكنك استخدام أي راوتر قديم لديك لأداء نفس المهمة، كما تم شرحه سابقًا في موضوع:تفعيل ميزة WDS لربط جهاز التوجيه بجهاز توجيه آخر عبر الاتصال اللاسلكي. .
بشكل عام، يمكن أن يكون استخدام موسعات النطاق حلاً اقتصاديًّا ومناسبًا إذا كانت إشارة الواي فاي قوية بما يكفي في معظم مناطق المنزل، ولكنها لا تصل بشكل جيد إلى نقطة معينة نتيجة للمسافة أو وجود العديد من العوائق والجدران التي تفصلها عن جهاز الإشارة.
إذا كانت إشارة الواي فاي من الراوتر جيدة فقط بالقرب منه وسوء في باقي أنحاء المنزل، فهناك حلول أخرى قد تكون أكثر فعالية. يمكن التفكير في شراء راوتر جديد بقوة أعلى وإمكانيات متقدمة، أو إضافة هوائيات خارجية لتعزيز الأداء وتقوية الإشارة، خاصةً إذا كان الراوتر يعتمد على هوائي داخلي. وفي حال استخدام الهوائيات الخارجية، يمكن الاختيار بين تركيب هوائي متعدد الاتجاهات لزيادة قوة الإشارة في جميع أجزاء المنزل بشكل متساوٍ، أو هوائي محدد الاتجاه يركز على تقوية الإشارة في المنطقة التي تعاني من ضعف في شبكة الواي فاي.